مدينة الجسور المعلقة | تعرف على قسنطينة عاصمة الشرق الجزائري
في شرق الجزائر مدينة من أعرق مدن المغرب
الكبير وواحدة من حواضن الحضارات الانسانية على اختلافها، وتتابعها على مر الزمن،
معروفة باسم مدينة الجسور المعلقة، نعم إنها مدينة قسنطينة عاصمة الشرق الجزائري وإحدى كبرى
المدن الجزائرية تعداداً ومن أهمها قيمة وتاريخاً، فهي تعتبر واحدة من المدن التي
لا يمكن إيجاد شبيه لها من حيث بنائها وجسورها وطبيعتها، وهي تعتبر اليوم من أشهر
المدن الجزائرية وأكثرها استقطاباً للسياح.
لذا دعونا نأخذكم في رحلة سحرية في مدينة
الجسور المعلقة، والتعرف على هذه المدينة وتاريخها وأهم المعالم السياحية الموجودة
فيها.
موقع مدينة قسنطينة الجغرافي
تشتهر مدينة قسنطينة بموقع جغرافي متميز،
بالإضافة إلى طبيعتها الساحرة والفريدة من نوعها، حيث أنه تتخللها مجموعة من الهضاب
والتلال والمنحدرات، ويحيط بها من الشرق والشمال جبل الوحش وجبل سيدي. ولعل
من أهم ما يميز هذه المدينة القديمة هو موقعها المتوضع على جرف صخري يتكون
من الكلس الصلب، والذي يشقه وادٍ سحيق تتم تسميته بوادي الرمال فهو
يقسم المدينة إلى قسمين ويعزلها بشكل كامل عن المناطق المحيطة بها.
وقد ساعدت جميع هذه العوامل في جعل مدينة
قسنطينة واحدة من أكثر المدن الجزائرية جذباً للسياح من مختلف أرجاء الوطن العربي
والعالم.
الأهمية التاريخية لقسنطينة
تكتسب مدينة قسنطينة أهمية تاريخية كبيرة
جداً، حيث أنها تعتبر واحدة من أقدم مدن العالم، كما أنه قد تعاقبت على هذه
المدينة حضارات متعددة والتي تركت خلفها معالمَ تاريخية وأثرية غنية
جديرة بالاكتشاف، وهو ما زاد من هذه الأهمية التاريخية.
وقد لقبت مدينة قسنطينة بلقب مدينة الجسور
المعلقة لوجود ثمانية جسور تربط شطري المدينة بعضها ببعض، والتي ساهمت بشكل كبير
في جعلها نقطة جذب سياحية لا مثيل لها في العالم وأكسبتها هذا اللقب.
واطلق على قسنطينة اسم مدينة
(الصخر العتيق) واسم مدينة (سيرتا)، ومن ثم أطلق عليها
فيما بعد اسم قسنطينة وذلك نسبة إلى الإمبراطور الروماني الشهير قسطنطين الكبير،
ولا تزال تحمل هذا الاسم إلى يومنا هذا.
لماذا سميت قسنطينة صاحبة اللغز السابع؟
تمتاز مدينة قسنطينة بطبوغرافية عجيبة، فهذه
المدينة مبنية على جبل يتكون من سبعة رؤوس، كما أن قسنطينة كان لها قديما سبعة
أبواب، ويوجد بها الآن سبعة جسور معلقة، بالإضافة إلى أن كلمة قسنطينة تتألف من
سبعة أحرف ومن المعروف في جميع الحضارات القديمة أن الرقم سبعة يرتبط بشكل أو بأخر
بالسحر والأشياء العجيبة والخرافات، وهذا الرقم لا يزال حتى الآن لغزا يحير
الكثيرين، وهذه الأمور جميعها دفعت إلى تسمية قسنطينة صاحبة اللغز السابع، والحق
أن تاريخ مدينة قسنطينة مرتبط إلى يومنا بهذا الرقم اللغز.
عادات وتقاليد قسنطينة
قد يتساءل العديد حول ما هي عادات وتقاليد
قسنطينة، لذلك دعونا نعرفكم على بعض المعلومات حول العادات والتقاليد في هذه
المدينة:
· تقاليد الطعام بمدينة
قسنطينة
الطبق الوطني في مدينة قسنطينة هو الكسكس والقمح
المطحون على البخار مع اللحم الضأن أو لحم الدجاج بالإضافة إلى الخضروات المطبوخة،
أما عن المشروبات فالقهوة السوداء وشاي النعناع المحلى هو المشروب الأكثر شعبية في
قسنطينة.
· الاحتفال بيوم المولد
النبوي الشريف
يحتفل كل سكان
قسنطينة بهذا اليوم، وهي عبارة عن ليلة لا ينام فيها الناس حتى طلوع الفجر، حيث أنه
يتم إحياء هذه الليلة في المساجد والبيوت ويستمر المدح حتى ساعات متأخرة من الليل.
· الملابس التقليدية
للنساء
يطلق على الملابس التقليدية للنساء في
مدينة قسنطينة اسم "الملاءة"، وهذا اللباس يعتبر من الملابس التقليدية
القديمة التي يعود تاريخها إلى أيام "صالح باي"، ففي وقتها خرجت النساء
في المدينة متشحات بالسواد وذلك حزناً على وفاته.
المعالم السياحية الموجودة في قسنطينة
يهتم الكثير من الأشخاص في زيارة المعالم
الأثرية والمدن التاريخية، وإذا كنت من المهتمين وتتساءل ما هي المعالم السياحية
الموجودة في قسنطينة، دعنا نقدم لك هذه القائمة التي تضم أفضل المعالم السياحية والأثرية
التي تجذب آلاف السياح إليها كل عام، وهي كالتالي:
1- قصر أحمد باي
يعتبر قصر أحمد باي هو القصر الحضري الوحيد
الذي تم بناؤه على 3 حدائق، حيث أن نمط بنائه شبيه جداً بالمنازل المغربية
المعاصرة، وهو يحوي على العديد من أنواع الغزلان والعديد من الطيور النادرة.
2- الجسور المعلقة السبعة
لم يطلق على قسنطينة اسم مدينة الجسور
المعلقة عبثاً، فهي تحتوي على سبعة جسور معلقة، وهي جسر باب القنطرة وهو يعتبر أقدم
الجسور، وجسر سيدي راشد وهو يصنف كأعلى جسر حجري في العالم، وجسر الشطان، وجسر
سيدي مسيد وهو أعلى جسر موجود في المدينة، وجسر الشلالات، وجسر ملاح، وجسر مجاز
الغنم.
3- المساجد القديمة
تعتبر المساجد دليل واضح على تأثر المدينة
بالحضارة الإسلامية، فهي تحتوي على مجموعة من المساجد الأثرية القديمة التي تجذب
أنظار الآلاف من المهتمين إليها، ومن هذه المساجد المسجد الجامع الكبير الذي تم
بناؤه إبان عهد الدولة الزيرية في عام 1136م، ومسجد الأمير عبد القادر والذي بني على
نمط الحضارة الأندلسية وهو يعتبر أكبر مساجد شمال أفريقيا، وجامع سوق الغزل 1730م،
وجامع سيدي الأخضر 1743م، وجامع سيدي الكتاني 1776م.
4- كهوف ما قبل التاريخ
تعتبر الكهوف من أكثر الأماكن السياحية
المثيرة للاهتمام في مدينة قسنطينة، لما تحويه من أمور غريبة، ومن أشهر هذه الكهوف
كهف الدببة وكهف الأروي.
5- نصب الأموات
تم تشييّد هذا النصب فيعام 1934م وذلك من
أجل تخليد شهداء الاستعمار الفرنسي، وهو يعتبر من أكثر الأماكن جذباً للأنظار في
مدينة قسنطينة.
6-ضريح ماسينسيسا
هذا الضريح يعود إلى ملك نوميديا الذي أسس
مملكته واتخذ من قسنطينة آنذاك عاصمة لمملكته، وهذا الضريح يعتبر أشهر الآثار
التاريخية في هذه المدينة.
7- الحمامات
تشتهر الجزائر بوجود العديد من الحمامات المعدنية التي تعتبر مقصداً للآلاف من الأشخاص بقصد العلاج، ومن هذه الحمامات
الرومانية القديمة.
8- منتجع صالح باي
هذا المنتجع هو المقصد الأبرز للباحثين عن الراحة
والاستجمام في قسنطينة، وهو يقع على بعد 8كم في الشمال الغربي للمدينة، ويُنسب
بناؤه إلى الملك صالح باي الذي قام ببنائه له ولأسرته في القرن الثامن عشر.
9- مدينة تيديس أو مدينة الأقواس
تنتهي هذه المدينة في جبل مختفي، حيث اتضح
أنّ هذه المدينة كانت مقصد للعديد من سكان المدينة من أجل الاسترخاء وقضاء بعض الوقت بهدوء والتأمل في الطبيعة.
10- الأبواب القديمة
وهي من أكثر الأمور المميزة في مدينة قسنطينة، حيث أنه يتم إغلاق هذه الأبواب في المساء بعد أن تنتهي من أداء وظيفتها التحصينية العسكرية، ومن هذه الأبواب باب القنطرة، وباب الحنانشة، وباب سيرتا وغيرها لكنّ الاستعمار الفرنسي قام بإزالتها كلياً، حيث بقي مكانها واضحاً إلى يومنا هذا.
إلى هنا تكون قد انتهت رحلتنا في مدينة الجسور المعلقة قسنطينة، وقد تعرفنا على واحدة من أهم الوجهات السياحية في الجزائر والوطن العربي.
اقرأ أيضاً:
10 من أغرب أماكن سياحية في العالم | تعرف على أكثر الأماكن المدهشة على الكوكب
جزيرة الأحلام للجزائريين | تعرف على أكثر الجزر زيارة في العالم Mallorca
تعليقات
إرسال تعليق